المكسيك دولة تستحقّ الزيارة

تذكرين بالتأكيد المسلسلات المكسيكيّة، فمن منّا تنسى «ماريا مرسيدس» أو «غوادالوبي»، إنّها قصص شكّلت جزءاً من طفولتنا ومراهقتنا بصورها وأحداثها ومشاهدها الجميلة، فهل فكّرت يوماً بالتعرّف عن كثب على المناطق التي صوّرت فيها هذه الأعمال، وباستكشاف طبيعتها وآثارها التي تتحدّث عن حضارة عمرها مئات السنين؟

المكسيك بعيدة جدّاً عن الدول العربيّة، إذاً تنتظرك رحلة طويلة، عليك أن تستعدّي لها جيّداً وتحاولي إطالة فترة تواجدك في البلد لكي تنسي عناء الوصول إليه بالطائرة، وتتعرّفي في المقابل على أهمّ معالمه السياحيّة، وهي كثيرة جدّاً وستذهلك بجمالها وروعتها وعراقتها.

إقرئي أيضاً: ماذا حققت المرأة الإماراتية؟ ، إنفاق السعوديين على السياحة هو الأكثر بين شعوب الخليج ، مراهقة أميركية تتحدى بصورها مرض السرطان وتنتصر

عراقة التاريخ

تقع المكسيك في أميركا الشماليّة، تحدّها من الشمال الولايات المتّحدة الأميركيّة، ومن الغرب والجنوب المحيط الهادئ ومن الشرق خليج المكسيك، ومن الجنوب الشرقي غواتيمالا وبليز والبحر الكاريبي. أمّا اللغة الأكثر انتشاراً فيها فهي الأسبانيّة. تلاحظين أنّ خصائصها بعيدة بعض الشيء عمّا تطلبينه في رحلة سياحيّة، ولكن بعد أن تتعرّفي على حضارتها وتاريخها سيزداد فضولك لكي تزوريها وتكتشفي صحّة ما قرأته عنها.

البداية الصحيحة

البداية ستكون من العاصمة مكسيكو التي تستحقّ أن تخصّصي لها بضعة أيّام، والتي بإمكانك الانطلاق منها لكي تزوري باقي المدن عبر رحلات بريّة أو جويّة. وفي مكسيكو عليك أن تزوري Ángel de la Independencia وهو عبارة عن نصب تذكاري ضخم تمّ البدء ببنائه عام 1900، وذلك للاحتفال بذكرى الاستقلال فصار منذ ذلك الحين مقصداً لكلّ المكسيكيين، وزيارته تعدّ فرصة للتعرّف على تاريخ هذا الشعب، كما لالتقاط صور تذكاريّة مميّزة، ولا سيّما في حال كنت في المكان مع غروب الشمس، حيث ستستمتعين بموجة ألوان فائقة الجمال.

جولة مشياً على الأقدام

لعاشقات التجوّل والتمتّع بجمال العمارة ننصحك بأن تتمشّي في Paseo de la Reforma للاستمتاع بجمال هذا الصرح والسير على طول المساحة الواسعة حوله، حيث سترصدين التمازج الغريب بين الأحياء السكنيّة القديمة والمتواضعة والأبنية السكنيّة والتجاريّة الحديثة الضخمة والشاهقة.

في رحاب القصر الوطني

بعد ذلك من الطبيعي أن تزوري القصر الوطني، وهو مكان رائع بهندسته وموقعه، تُعرض فيه أعمال Diego Rivera الجداريّة التي ستتعرّفين من خلالها على تاريخ الدولة والمراحل التي عاشتها بدءاً من الاستعمار وحتى وقتنا الحالي.

تمازج غريب

ستلاحظين في العاصمة كيف تطورّت هذه الدولة وباتت تضمّ الكثير من المرافق الحيويّة المهمّة.وستشهدين ذلك التمازج بين كلّ ما هو عصري ومريح وبين الأرجاء التقليديّة التي تعود إلى سنوات خلت في قلب التاريخ. كما يوجد فيها الكثير من الفنادق الراقية والمنتجعات المتطوّرة ومراكز التسوّق الضخمة، وبالتالي سترضين رغبتك بالتسوّق وتشترين ما ترغبين فيه من أحدث العلامات التجاريّة.

قلعة تتحدّى الزمن

قبل أن تغادري العاصمة اقصدي قلعة Chapultepecالواقعة أعلى تلّة Chapultepec والتي ترتفع 2325 متراً عن سطح البحر، وقد كانت في الماضي مسكناً للحكّام والملوك والأباطرة. بعد ذلك تمّ استخدامها كأكاديميّة عسكريّة، وهي اليوم تعدّ متحفاً للتاريخ الوطني، بالإضافة إلى أنّها تضمّ حديقة واسعة ورائعة التصميم.

في رحاب حضارة المايا

بعيداً عن العاصمة، وللاستفادة من الطقس المشمس إلى أقصى حدّ عليك زيارة كانكون التي تضمّ أجمل الشواطئ في العالم، بالإضافة إلى المنتجعات الفخمة والراقية، حيث يمكنك ممارسة السباحة والغوص والذهاب في رحلات بحريّة. كما ستستمتعين بالتعرّف على حضارة المايا بآثارها المميّزة، ولعل من أبرزها المعابد والمتاحف وبعض التماثيل الموجودة تحت الماء، والتي تعود إلى مئات السنين، بالإضافة إلى الفجوات الصخريّة المهيبة التي تشكّل مع الشاطئ ومياه البحر الزرقاء الصافية صورة متكاملة تسعد القلوب وتهدّئ النفوس الباحثة عن الراحة والاسترخاء.

حيث الهرم

لاكتشاف حضارة المايا بشكل أكبر، يجب أن تزوري مدينة تشيتشن-إيتزا التي بنيت في العام 500 قبل الميلاد وفيها الهرم الشهير الذي يبلغ ارتفاعه 54 متراً. ولقد تمّ اكتشاف المدينة على يد الأمريكي Edward Herbert Thompson، إذ تسلّق هذا الأخير في أواخر القرن التاسع عشر الهرم ليلاً ظنّاً منه أنّه يتسلّق جبلاً لأنّه كان مغطّى بالأعشاب، وفي اليوم التالي تمكّن من تبيان معالمه، ليصبح من أهمّ الأماكن السياحيّة في المكسيك، بل في العالم أجمع ويقصده السيّاح بالآلاف يوميّاً.

حدائق تنسيك زحمة المدينة

الطبيعة الخلاّبة والهندسة المعماريّة اللافتة، هما ما يميّز ثاني أكبر مدينة في المكسيك وهي غوادالاخارا، حيث ستكتشفين سحر موسيقى «المارياتشي» التقليديّة، لدى تجوّلك في الأحياء الشعبيّة. وستستمتعين بأجواء الحدائق العامة الفسيحة التي ستبعدك بعض الشيء عن ضجيج المدينة. كما ستكتشفين نمط حياة السكّان المتواضعين واللطفاء مع من يقصد مدينتهم.

في شبه الجزيرة

قبل المغادرة، زوري شبه جزيرة تولوم التي تضمّ شواطئ نظيفة ذات رمال ناعمة ومياه صافية خلاّبة، وطبيعة خضراء نضرة، إذ تنتشر بين جنباتها أشجار النخيل التي تذكّر بالجوّ الاستوائي المنتشر في الجزر المحيطة، وهذا المكان يناسب المتزوّجين حديثاً أكثر من غيرهم، فهو يفيض بالجمال والهدوء والسكينة، وفيه تعدّ العربات التي تجرّها الخيول وسيلة التنقّل المفضّلة للتعرّف على أرجائه الواسعة.

 
شارك