فرح ديبا... الإمبراطورة

دينا زين الدين-بيروت

هي مثل سندريللا، رآها الأمير الساحر في حفل، ففتن بها وملكت سريعاً قلبه وخطفها من حياتها العاديّة وأدخلها إلى القصور وقدّم لها كل ما تحلم به. لكن ولأنّ الأساطير هي مجرّد خيال كاتب مبدع ولا يمكن أن تتحوّل إلى حقيقة، فإنّ نهاية قصّتها لم تكن سعيدة مثل سندريللا، ففي غمضة عين نزلت فرح ديبا عن عرش الإمبراطوريّة، ونفيت مع زوجها وأولادها، وانقلب الحلم الذي عاشته إلى كابوس.

نقلة نوعيّة

ولدت فرح في العام 1983 في تبريز في شمال إيران وترعرعت في كنف أسرة ميسورة، سافرت إلى باريس لتتخصّص في الهندسة المعماريّة، وهناك رآها  الشاه محمد رضا بهلوي في حفل أقامته السفارة الإيرانيّة في باريس، فأعجب بها وتزوّجها بعد فترة وأنجبت  منه أربعة أولاد.

تقرّبت فرح من عامة الشعب فهي تنتمي إليهم، ساعدت الفئات المحتاجة واهتمّت بتعليم الفتيات، كما افتتحت العديد من المدارس، طوّرت القطاع الصحي، وارتبطت بعلاقات وديّة مع قيادات العالم في تلك الحقبة.

النفي يفتح باب المعاناة

لدى قيام الثورة الإيرانيّة، تمّ نفي الأسرة الإمبراطوريّة إلى الخارج، فتركت فرح البلد الذي لطالما فاخرت بحبّها الكبير له، وخسرت مجوهراتها وممتلكاتها التي بيع معظمها بالمزادات، وتنقّلت بين أكثر من دولة، وبدأ الحزن يطرق بابها الذي لم يعتد إلاّ على الفرح، فخسرت زوجها وبعده اثنين من أولادها.

تسريحة فرح ديبا

اشتهرت الإمبراطورة بتسريحة الشعر التي كانت تعتمدها في المناسبات الهامة، ولا تزال النساء عموماً والإيرانيات خصوصاً يطلبنها حتى أنّها تسمّى تسريحة فرح ديبا، وهي تقوم على فرق الشعر من المنتصف وتكثيف الغرّة بشكل بسيط لكي تعلو مستوى الرأس ببضعة سنتيمترات، ثمّ رفع الشعر وضمّه وربطه من الخلف على شكل كعكة كبيرة وبارزة. تلاءمت هذه التسريحة مع ملامح فرح الناعمة، إذ إنّ وجهها مستدير الشكل وصغير، وعليها لكي تظهر ملامحه أن تبعد شعرها عنه.

مجوهرات الإمبراطورة

بسبب حبّ زوجها الكبير لها، أهداها مجوهرات لا تقدّر بثمن حين كان إمبراطوراً، واللافت في فرح كان قدرتها على إظهار قيمة القطع التي تختارها لتتزيّن بها، ولعلّ أكثر ها جمالاً  تاج «نور العيون» نسبة إلى اسم الماسة الكبيرة التي تتوسّطه، والذي وضعته يوم زفافها وصمّمته دار Harry Winston الأميركيّة. جاء التاج على شكل قلب، وزيّن بالماس الوردي والأصفر والشفاف، وبسبع حبات من الزمرّد تحيط بكل منها ماسات بيضاء صغيرة.

شياكة الياقة المستديرة

تمتّعت فرح في صباها بجسد رشيق، كما أنّها طويلة القامة إذ يفوق طولها 170 سنتيمتراً، وهذا ما لفت إليها نظر الإمبراطور حين رآها للمرة الأولى. لذلك كان سهلاً عليها اختيار الأزياء التي تناسبها، فحرصت على ارتداء الفساتين الضيّقة عند الخصر والتي تتّسع كثيراً في الأسفل، وذات الياقات المستديرة كي تسمح لمجوهراتها بالظهور للعيان، والحفر العريض كي تبرز جمال كتفيها وذراعيها.

أناقة فارسيّة الطابع

أعطت الإمبراطورة السابقة صورة مميّزة عن الجمال الفارسي وكانت أيقونة في الموضة والأناقة لبنات جيلها الإيرانيات وغيرهنّ من مختلف بقاع العالم، وهي لا تزال حتى اليوم، وعلى الرغم من كلّ المآسي التي مرّت بها في حياتها الشخصيّة، رمزاً للمرأة القويّة والذكيّة، وقبل كلّ ذلك جميلة من جميلات العالم اللواتي حُفر اسمهنّ في التاريخ.

 
شارك