حـــيـــن يـــنـــبـــض عالم العطور بالفخامة

عالم العطور عالمٌ فسيح، فالتركيبات تتميّز الواحدة عن الأخرى والنفحات تختلف من إصدار إلى آخر. أمّا المكوّنات، فكثيرة، منها المستمدّ من الأزهار وروائحها، ومنها المستخرج من أخشاب الطبيعة، وبعضها ما يُستلهم من قعر البحار والمحيطات. وعلى كثير من مكوّنات العطور العالميّة وموادها، ترسي ميزات الترف والفخامة والغنى. نعم، ففي الإصدارات العطريّة أيضاً، تمدّ الفخامة أنسجتها لتغلّف الزجاجات الأيقونيّة وما في داخلها من نفحات ونغمات ومستخلصات.

إقرئي أيضاً: لهذه الأســباب لا تخسرين وزنك الزائد ، بين الطعام الأبيض والأسـمر أيهـــــا الأفضـــــل؟ ، كثّفي شعرك الخفيف!

ليست قصّة العطور ابنة الأمس، فأحداثها بدأت منذ القدم مع الإغريق والفرس والمصريين الذين عملوا على تقطير الأزهار والزيوت والنباتات لخلق روائح زكيّة تغمر الأنفاس والأجواء. وعاماً بعد عام، تحوّلت صناعة العطور إلى فنّ فاخر يجمع المواد الخام والمكوّنات الراقية في تركيبات لا تقلّ استثنائيّة، الواحدة عن الأخرى. وابتكار تلو الابتكار، بدأت الدور العالميّة تخرج من شرنقتها لتبحث عن مكوّنات فاخرة وثمينة تطبع إصداراتها ببصمات فخمة ومترفة.

مكوّنات ثمينة

كلّما ازدادت ندرة مكوّن ما، كلّما ارتفع ثمنه. صحيح، فبعض المواد مثلاً تُستخرج من الأزهار، وتحديداً من بصلتها، وللحصول على الزيوت الضروريّة لصناعة العطر، قد يحتاج العطار إلى أطنان من الأزهار. نعم، الأطنان منها، هذا من دون أن ننسى الأصناف التي لا تزهر سوى لشهر واحد في العام أو تلك التي تحتاج إلى قطفها قبل شروق الشمس. وإن انتقلنا إلى استخراج المكوّنات من الأخشاب، فثمة طريقة وأداة محدّدتان لذلك. ولا بدّ من الإشارة أيضاً إلى المواد المستمدّة من غدد الحيوانات أو أحشاء الحيتان، إذ لا يقلّ استخراجها صعوبةً. تكثر المصادر، والوجهة واحدة: عطر جذّاب يأسر المرأة. فكيف لا ندلّلها بأفخم المكوّنات وأثمنها؟

الياسمين

الياسمين يدخل في تركيبات حوالى 80% من العطور، وهو مكوّن ثمين وفاخر. للحصول على رطل من الزيت، نحتاج إلى ألفي رطل من أزهار الياسمين تقريباً، وإلى حوالى ثمانية آلاف زهرة لاستخراج ربع أوقيّة من الزيت الصافي. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ زيت الياسمين يندرج ضمن قائمة الزيوت الأثمن في العالم. بالإضافة إلى ذلك، اعلمي أنّ هذه الأزهار رقيقة وهشّة، وتوضع لدى قطفها في سلال خاصة لحماية بتلاتها من الكدمات. أمّا بالنسبة إلى العمل عليها، فيجب أن يكون فورياً. مثالاً على العطور التي تحتوي على نفحات الياسمين، McQueen من الدار الشهيرة Alexander McQueen وعطر Santal Royal من Guerlain.

خشب الصندل

من الأخشاب الثمينة المستخدمة في صناعة العطور، خشب الصندل. بالتحدّث عن الزيت المستخرج منه، تتغلغل إلى قلوبنا مشاعر من الدفء والنعومة ورائحة خشبيّة أشبه بخشب الأرز. تضاف نفحاته إلى العطور كقاعدة تجعل التركيبة تدوم طويلاً. وإن تساءلت عن ارتفاع ثمنه، فاعلمي أنّ أعداد أشجار الصندل تتقلّص في أيّامنا هذه، مع الإشارة إلى عدم القدرة على استخراج المستخلص منها ما لم تبلغ 15 عاماً على الأقلّ. ومن الدور التي أدرجت نغمات خشب الصندل في عطورها، Givenchy في إصدار Dahlia Divin Le Nectar de Parfum، وYSL Beauté في Black Opium Nuit Blanche،

وChanel في Boy Chanel، وغيرها كـEstée Lauder وDolce & Gabbana.

السوسن

تُعرف أزهار السوسن بأنّها واحدة من أثمن مكوّنات العطور وأفخرها. يحتاج العطّار إلى طن من بصلات هذه الأزهار المتراوح عمرها بين العامين والخمسة أعوام لإنتاج كيلوغرامين من الزيت العطري. بالتالي، تحوّل هذا المكوّن إلى مادةً ثمينة تدخل عالم العطور من بابه العريض وتلفح في تركيباته أنوثة وجاذبيّة تحتاج إليهما المرأة الراقية. ومن عطور نفحات السوسن، إصدار Royal Iris من مجموعة Gold Collection من توقيع Roberto Cavalli.

الورد البلغاري

تماماً كالياسمين وأزهار السوسن، يكثر استخدام زيت الورد في العطور. ينتج وادي الورود في بلغاريا 70% من هذا الزيت، ويتطلّب قطف الورود فيه أيادي عاملة كثيرة، تكون أمامها بضعة أسابيع من مايو حتى يونيو لتجمع الورود في الظلام قبل شروق الشمس. تجدر الإشارة إلى أنّ كل وردة تُقطع على حدة لتوضع في سلال من الصفصاف وتنقل بعدها مباشرة إلى التقطير. فهل بتّ تعلمين سرّ فخامة الورد البلغاري وثمنه الباهظ في صناعة العطور؟

العنبر

هل تساءلت يوماً من أين يُستخرج العنبر؟ فأنت دائماً ما تسمعين أنّه من المكوّنات الفاخرة والثمينة التي تدخل في صناعة التركيبات في عالم العطور. إليك الإجابة، فلا تتفاجئي: إنّ العنبر هو مادة مفرزة في الجهاز الهضمي لدى بعض الحيتان. لا يخلو هذا المكوّن من رائحة البحار، غير أنّه يبعث أيضاً رائحة ترابيّة حلوة. وبالإضافة إلى تميّزه واستثنائيّته، يستخدم العنبر أيضاً في العطور كقاعدة تسمح لها بأن يدوم تأثيرها طويلاً على بشرة المرأة وفي قلبها. ومن العطور التي تضمّ العنبر في تركيباتها، إصدار Santal من مجموعة Collection des Essences بتوقيع المصمّم العالمي إيلي صعب.

العود

إنّها المادة الصمغيّة التي تفرزها شجرة العود، شجرة الأخشاب الأثمن في العالم والمتحدّرة من جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، ضمن آليّة مكافحة عدوى الخشب. نفحات العود خشبيّة بامتياز، تتّسم بالغنى وتحصد إعجاباً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط. وإلى جانب الفخامة والترف اللذين يميّزان هذه النفحات، يعود سبب ارتفاع ثمن هذا المكوّن إلى اليد العاملة الكبيرة التي تحتاج إليها عمليّة استخراجه، هذا من دون أن ننسى الوقت الطويل الذي تتطلّبه. ومن أشهر العطور التي تضمّ شاعريّة العود في مكوّناتها، عطر Oud Edition Roberto Cavalli.

المسك

لو أردنا تعداد المكوّنات الفاخرة والثمينة التي تدخل عالم العطور، لا يسعنا سوى ذكر المسك الطبيعي، غير الاصطناعي، أي ذلك المستخرج من مصدر حيواني، وتحديداً من غدة كيسيّة في بطن نوع من الظباء، ويسمّى «غزال المسك». ويرتفع ثمن هذا المكوّن لأنّ الاستخراج يتطلّب قتل هذا الحيوان الخطر. ومن العطور التي تمتاز بنفحات من المسك، إصدار 212 VIP Wild Party من Carolina Herrera.

زيوت الأزهار

إنّها الزيوت التي تستخرج من النباتات المزهرة، وتتميّز بعبق مكثّف ومركّز. وتنضمّ هذه المكوّنات الفاخرة إلى العطور، كما في العطر الخاص بمجموعة The Basil & Neroli من توقيع Jo Malone، إذ تحمل في جوهرها نفحات تدوم طويلاً على البشرة.

 
شارك