لطيـفة ندمت على عدم مشاركتي في أعمال دراميّة سابقة!

حوار: نيكولا عازار ، تصوير:شربل بو منصور، تنسيق: خليل زين، ماكياج:باسكال زوين، تصفيف شعر:خالد حبيب من Pace e Luce

هي من أكثر الفنانات شهرة في تونس والوطن العربي. مسيرتها الفنيّة حافلة بالإنجازات وبنجاحات لا تعد ولا تحصى. وقفت على مسارح الرحابنة، تعاونت مع الفنان اللبناني المبدع زياد الرحباني، وقفت أمام عدسة المخرج المصري الراحل يوسف شاهين، كذلك شاركت أخيراً في بطولة المسلسل المصري «كلمة سرّ». هي الفنانة التونسيّة لطيفة التي لا تزال تحتفل بنجاح عملها الدرامي، علماً أنّ ثمة مشاريع دراميّة أخرى قيد التنفيذ. تستعد لطيفة لإطلاق ألبوم فنّي وأغنية منفردة قريباً. ما هي أمنياتها بمناسة عيد الأضحى؟ ماذا ترد على منتقديها وما صحّة الفيلم الذي ستخرجه هالة خليل؟

إقرئي أيضاً : بين أقراطك وتسريحة شعرك ، أشوف دليل الصيــحــــات ، لا تهملي هذه النصائح عند العناية بشعرك

هل أنت سعيدة؟

كلا، أحاول جاهدة أن أتعايش مع الظروف الراهنة، لا سيّما أنّ الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة ليست على ما يرام في بلدان عربيّة عدّة.

في العام الفائت، قيل إنّك ستبنين مدارس في تونس. ما الذي حصل تحديداً؟

تمكّنت بمساعدة مؤسسة Chopard العالميّة للمجوهرات، من جمع مليون ونصف مليون دولار أميركي، لصالح جمعيّة الشيخة مياسه بنت حمد بن خليفة آل ثاني، وذلك من أجل بناء مدارس في بلدة «مدنين» التونسيّة.

كذلك، وجّهت صرخة أخيراً عبر صفحتك الخاصة على Twitter بعد إغلاق قاعات سينما في صفاقس. ما الذي يحدث؟

هذا أمر محزن جداً، علماً أنّني استنكرت قرار إغلاق قاعتين في مدينتَي «سوسة» و«لبن قردان» بهدف تحويلهما إلى متاجر تجاريّة، وأنا أرفض إغلاق قاعات السينما في صفاقس، التي تم اختيارها هذا العام، عاصمة الثقافة العربيّة. علينا أن نحافظ على هذه القاعات لأنّها رمز من رموز البلد الثقافيّة، وذلك من أجل تشجيع الجيل الجديد على تثقيف نفسه وتحصين ذاته.

إلى أي مدى أنت راضية على تجربتك في مسلسل «كلمة سرّ» الذي عرض خلال الموسم الرمضاني الأخير؟

راضية إلى درجة أنّني ندمت كثيراً على عدم مشاركتي في أعمال رمضانيّة في وقت سابق!

هاجمتك بعض الأقلام الصحافيّة جراء هذه المشاركة. هل كان هذا الهجوم مبرّراً بنظرك؟

منذ أن بدأت الغناء، وأنا أتعرّض لهجوم غير مبرّر على الإطلاق! لا شك أنّني أحترم النقد البنّاء، لا سيّما أنّني أعي تماماً ما أنا عليه، فأنا أتنفّس الفن والغناء، ولا أعمل في هذا المجال من أجل كسب الملايين، وإلا لكنت أصبحت من أهم أثرياء العالم.

قيل إنّك نـــــــادمة عــــلى عـــرض عملك الدرامي في رمضـــــان. هــــــل هذا صحيح؟

إطلاقاً، فأنا سعيدة جداً، وقد أصررت على الشركة المنتجة من أجل عرضه في الموسم الرمضاني، لذلك ظهرت الإعلانات قبل فترة قصيرة من بدء الشهر الفضيل. أثنى نقّاد كثيرون على هذه المشاركة، وكتبوا أموراً جميلة عن أدائي التمثيلي مثل «لطيفة ورطت نفسها وهي مطلوب منها المشاركة في كل موسم رمضاني» وغيرها من العناوين البناءة المشجّعة والداعمة لهذه الخطوة التي غبت عنها حوالى الـ14 عاماً، حيث كانت تجربتي الوحيدة في فيلم «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، رحمه الله.

قالت الممثلة القديرة سماح أنور إنّ لطيفة هي الممثلة الوحيدة التي جعلتها كممثلة تشعر بالغيرة، كما تمنّت أن تستمرّي في التمثيل. كيف تنظرين إلى هذه اللفتة الجميلة؟

كانت سماح مقتنعة بي اقتناعاً تاماً، وهذا ما شجّعني على هذه الخطوة صراحة، وأنا أشكرها على كل الدعم الذي قدّمته لي.

هل تشعرين بأنّ العمل تعرّض لظلم بسبب توقيت عرضه على قناة «الحياة»؟

ومن قال ذلك! كان العمل يعرض في تمام الساعة العاشرة مساءً، وبنظري، هذا أفضل توقيت لعرضه، علماً أنّ معظم النجوم يبحثون عن هذا التوقيت لأنّه «ساعة الذروة».

بين «سكوت هنصور» و»كلمة سرّ»، أي تجربة تركت أثراً في حياتك المهنيّة؟

لا أستطيع أن أقارن بين التجربتين، فلكل واحدة منهما رونقها الخاص. العمل مع الراحل يوسف شاهين كان من أصعب تجاربي الفنيّة، وهي تجربة لن تعوّض. كذلك، لا أنسى وقوفي على مسرح الرحابنة من خلال مسرحيّة «حكم الرعيان» والألبوم الذي تعاونت من خلاله مع الفنان المبدع زياد الرحباني.

ما صحّة الفيلم الجديد الذي تستعدين للمشاركة فيه وهو من إخراج هالة خليل التي أخرجت فيلم «نوارة» والذي حقّق حين عرضه نجاحاً كبيراً؟

تفاجأت حين قرأت الخبر، إنما لا شك في أنّ هالة من أفضل المخرجات في العالم العربي، علماً أنّ كاتب العمل نقل لي أنّها سعيدة جداً بالتعاون معي، وهو ينتظر عودتها من وهران للاجتماع بها، وفي حال اتصلت بي، سأكون سعيدة بالوقوف أمام عدستها.

هل مـــــــن ممـــــثل مـــــــــعيّن تفضّــــــــلين الوقوف أمامه؟

لا أفضّل ممثلاً على آخر، إنما لا شك في أنّني أبحث عن نص جيّد ومختلف، يشبه قناعاتي.

هل ترين نفسك في الدراما الخليجيّة؟

صحيح أنّني غنيت اللهجة الخليجيّة، إنما من الصعب أن أؤديها طوال عمل درامي. لا يخفى على أحد أنّ الدراما الخليجيّة لديها إنجازات عديدة، كما أنّ الممثلتين القديرتين سعاد العبدالله وحياة الفهد ترفع لهما القبعة.

نلاحظ أنّ الدراما العربيّة أصبحت تجمع ممثلين من مصر ولبنان وسوريا، بينما لا يزال الممثل الخليجي نوعاً ما غائباً عن هذه المعادلة. ما تعليقك؟

عملي مع المخرجة الكويتيّة فجر السعيد يجمع ممثلين من مختلف الجنسيات العربيّة، علماً أنّها لا تزال تكتبه، وأتمنى أن ينجز قريباً لأنّه مشروع ضخم جداً.

أين أصبح ألبومك الغنائي الجديد؟

هناك ألبوم خاص بمسلسل «كلمة سرّ»، يحتوي على عدد من الأعمال التي أديتها خلال مشاركتي فيه.

وماذا عن ألبوم خاص؟

الوضع الراهن لا يشجّع بتاتاً، إنما سأصدر أغنية منفردة قريباً.

وبأي لهجة؟

لا أدري، لدي أغنيات باللهجات المغربيّة والتونسيّة والمصريّة واللبنانيّة، علماً أنّني تلقيت أخيراً أغنية كتبها الراحل اللبناني الياس ناصر قبل وفاته.

في الآونة الأخيرة، نلاحظ أنّ بعض النجوم يطلقون ألبومات قد تحتوي على ثلاث أغنيات جيدة فقط.

(ضاحكة) «أكيد أكيد مش لطيفة»، لا يزال المعجبون يطالبونني بتصوير أغنيات من أعمال سابقة، لذلك تجدني أصوّر 5 أغنيات من كل ألبوم.

أنت من أكثر نجمات تونس شهرة في الوطن العربي، إنما يتساءل البعض عن غياب أسماء أخرى عن الساحة الفنيّة.

قدّمت تونس أسماءً لامعة في المجال التمثيلي العالمي، الأوروبي والهوليوودي على السواء، فمن يتابع الأعمال الأجنبيّة، يلمس الحضور التونسي بقوّة، مثل الممثل لطفي العبدلي، أو الممثل مجد مستورة الذي فاز بجائزة الدب الفضي لأفضل ممثل في الدورة السادسة والستين من مهرجان برلين السينمائي، وغيرهما... أما نجوم الأغنيّة، فاللوم يقع على الإنتاج الفني الذي هو شبه مفقود في تونس، حيث لا نملك شركات إنتاج ضخمة، كما أنّ مهرجانات عديدة لا تعطي الفرصة لنجوم الأغنية التونسيّة، ربما قد تكون يسرا محنوش، الأوفر حظاً، إذ إنّ اسمها ينتشر في الآونة الأخيرة. كثير من الفنانين التونسيين انتقلوا إلى أوروبا لبدء مسيرتهم الغنائية، وبعضهم يحظى بشهرة كبيرة.

 
شارك