صعوبات القراءة والكتابة: أسبابها نفسيّة وعلاجاتها في المتناول

ثمّة أسباب كثيرة لتأخّر التعلّم، منها نفسيّة نابعة من عدم رغبة الطفل في التركيز واكتساب المعلومات لأنّه يفضّل قضاء الوقت باللعب. ويسهل اكتشاف هذا الأمر حين يكون نشاطه زائداً فيتهرّب من كل ما له علاقة بالدرس، وتجده المعلّمة في الصف شارد الفكر، يزعج زملاءه أو يتلهّى بأمور مختلفة.

صعوبة استرجاع الأشكال

ثمّة أسباب عضويّة تعود إلى وجود خلل في اكتمال عمل خلايا الدماغ والجهاز العصبي، وأخرى نابعة من صعوبات أو اضطرابات في الرؤية، وثالثة ترجع إلى وجود مشاكل في الذاكرة البصريّة بحيث يجد الصغير صعوبة في استرجال أشكال الحروف والأشكال والأرقام.

بيئة الصفّ

من جهة أخرى، تؤثّر بيئة الصفّ والجوّ العامّ فيه على قدرات الصغير ونسبة تطوّرها، فبعض الأطفال يحتاجون إلى متابعة أكثر من غيرهم، كي يتعلّموا كيف يمسكون القلم ويكتبون بالطريقة الصحيحة، أو كيف ينطقون الأحرف ويجمعونها ليشكّلوا الكلمات والجمل، إلّا أنّهم لا يجدون المتابعة الضروريّة لهم، بل على العكس، يقابلهم بعض الأساتذة بالعنف اللفظي فيزيدون من خطورة المشكلة بدل حلّها.

عناية خاصّة

هذا الخطأ الذي يقع فيه المعلّمون حين يعتبرون أنّ كل التلاميذ ذو مستوى واحد أو على الأقلّ متقاربون في نسبة الفهم والاستيعاب، خطأ يكلّف الصغار الكثير، ولذلك على الأستاذ الذي يتعامل مع أطفال في طور النموّ أن يدرك جيّداً أن كل واحد منهم يحتاج إلى عناية خاصّة واهتمام صادق وحقيقي.

تضافر الجهود

بعد تحديد أسباب المشكلة يأتي وقت إيجاد الحلول، والأكيد أنّ الأهل أو الأساتذة لا يجب أن يقسوا على الطفل، فالذنب ليس ذنبه ولذلك يجب أن يتعاون جميع من حوله لمساعدته كي يتخلّص من الأمر قبل أن يتفاقم ويؤثّر على سنواته المقبلة.

مساعدة منزليّة

لذلك، ساعدي طفلك حين يعود إلى المنزل، ففي حال كانت مشكلته في الكتابة، اشتري له دفاتر خاصّة تضمّ كلمات مكتوبة بأسلوب التنقيط حتى يتعلّم كيفيّة كتابتها بعد تكرار الكلمات أكثر من مرّة. أمّا في حال كانت مشكلته عدم القدرة على القراءة فساعديه من خلال بعض الأشرطة التعليميّة.

الضغط ممنوع

من المهمّ جدّاً ألّا يشعر الصغير بأنّه عرضة للضغط وبأنّك تجبرينه على القيام بأمور تفوق طاقته، اعطيه وقته وليحسّ بأنّ العمليّة التعليميّة ممتعة لأنّها تعرّفه على أمور كثيرة يجهلها، ولا ضير من اللجوء إلى بعض الألعاب التي تنمّي مخيلته وتعزّز قدراته وتزيد من ذكائه وتطوّر أفكاره.

الصبر مطلوب

من ناحية ثانية، يجب أن يدرك المعلّمون والأهل أنّ المشكلة لن تنتهي سريعاً، بل تحتاج إلى وقت وتتطلّب القيام بمحاولات عدّة، فالصبر إذاً مطلوب كما أنّ تجربة أكثر من أسلوب تعليمي أمر ضروري وحيوي.

نحو أهل الاختصاص

في حال أخفقت كل الأساليب يمكنك اللجوء إلى اختصاصي نفسي أو تربوي أو عصبي أو آخر لتقويم النطق وذلك بحسب كل حالة.

اقرئي أيضاً: خلافات حادّة بين أطفالك، أسبابها وسبل حلّها، تعليم الرضّع تفعيل للحواس وزيادة للذكاء، أدخلي أطفالك إلى عالم العطور الساحر

 
شارك