Shirley Temple الأيقونة...المعجزة

من يذكر تلك الطفلة الأميركيّة الصهباء ذات العينين الواسعتين اللامعتين والمليئتين بالشقاوة والحياة التي مثّلت في الثلاثينات من القرن الماضي في فيلم Bright Eyes، فخطفت أنظار الأميركيين بموهبتها الفذّة وبراءتها وحركاتها ورقصاتها وطريقة تفاعلها مع المشاهد التمثيليّة؟ لعلّ كثيرات من جيلنا لا يذكرنها، لكنّ إجراء بحث صغير عن Shirley Temple ورؤية صورها الجميلة أو أفلامها المميّزة، سيجعلاننا نتمنّى العودة في الزمن حتى نتمكّن من الاستمتاع بفنّها.

نجمة بلمح البصر

هي ابنة كاليفورنيا التي أبصرت النور في العام 1928، وبعد فترة بسيطة من نطقها لكلماتها الأولى دخلت عالم التمثيل، وعلى الرغم من صعوبة تصديق الأمر إلا أنّه حقيقي، إذ إنّها وفي سن الثالثة مثّلت فيلمها الأول، لكنّ أبواب النجوميّة فُتحت أمامها بعد ذلك بعامين، وتحديداً في العام 1934 حين قدّمت للسينما فيلم Bright Eyes، فتحوّلت بلمح البصر إلى «الطفلة المعجزة». توصيف قوي ولكنّه حقيقي، فلو لم تكن معجزة هل كانت لتنجح في جذب ملايين المشاهدين، وخطف ألباب الكبار كما الصغار تماماً؟ الإجابة تصبح سهلة حين نعرف أنّ الأفلام التي قدّمتها تصدّرت ترتيب الـBox Offices حتى أواخر الثلاثينات بحسب استفتاء لصحيفة Motion Picture Herald، وأنّ أعمالها ساهمت في القضاء على الكساد الذي كان سائداً في تلك الحقبة.

أفول في المراهقة

في العام 1935، حصلت الطفلة الشقراء على جائزة Juvenile Academy Award واستمرّت في مسيرة النجاح من خلال أفلام كـCurly Top وHeidi، لكنّ نجمها بدأ بالأفول مع خروجها من مرحلة الطفولة حيث ابتعدت عن السينما إلى أن عادت وقدّمت بعض الأفلام متواضعة المستوى في أواخر سنوات المراهقة، لتبتعد عن التمثيل مع بلوغها عامها الـ22، وتطلّ من حين إلى آخر بأعمال وعروض تلفزيونيّة.

بين المناصب الإداريّة والسياسيّة

لم تحصر Shirley نفسها في الفن، بل تبوأت العديد من المراكز الإداريّة في شركات هامة، منها Walt Disney وDel Monte Foods، كما أنّها خاضت غمار الحياة السياسيّة فكانت سفيرة لبلادها في غانا وتشيكوسلوفاكيا.

صنّفت المؤسسة الأميركيّة للأفلام، Temple في المرتبة 18 ضمن القائمة التي تضم أعظم الممثلين في تاريخ الدراما الأميركيّة، كما أنّها حازت على العديد من الجوائز أبرزها جائزة أوسكار رمزيّة حين كانت في السادسة. وتعدّت موهبتها التمثيل والرقص والغناء ووصلت إلى التأليف، فقدّمت كتاباً عن سيرة حياتها استعرضت فيه تجربتها الاستثنائيّة مع النجوميّة في سنّ مبكرة.

أيقونة لن تُنسى

مما لا شكّ فيه أنّ جاذبيّة الطفلة وأزياءها وتسريحة شعرها ورموشها الملتفّة وثغرها الصغير الوردي ساعدتها على النجاح، لكن لولا موهبتها وذكاؤها وخفّة دمها وحركاتها ورقصاتها الممتعة لما تحوّلت إلى أيقونة في عالم الجمال، ولما انتشرت ملابس ودمى وأكسسوارات تحمل صورتها وتباع بالمئات في الأسواق خلال الثلاثينات والأربعينات. هي بالتأكيد كانت طفلة لا تُنسى تشبّهت بها آلاف الفتيات وتمنّت أن تنجب مثلها عشرات الأمّهات، وتحوّلت إلى امرأة لا تنسى حقّقت إنجازات فنيّة ومهنيّة وعائليّة أثرت حياتها وحياة من حولها. توفّيت Shirley قبل أقل من أسبوعين محاطة بأفراد الأسرة التي كوّنتها بعد حياة دامت 85 سنة، استطاعت خلالها أن تدخل السعادة إلى قلوب الملايين.

إقرئي أيضاً: في عيد ميلاده، نظرة على صفحة فزاع على الإنستغرام ، “إيفانكا” الجندي المجهول وراء انتخاب دونالد ترامب ، روزاريـتا طـويل : شخصـيّتي خجولة وأتمسّك بمبادئي

 
شارك